22February 2025

هيئة تنظيم الاتصالات والاتحاد الدولي للاتصالات يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الجهود العالمية في معالجة التداخلات الضارة للخدمات الفضائية

 

وقعت هيئة تنظيم الاتصالات في دولة قطر ممثلة برئيسها المهندس أحمد عبدالله المسلماني مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي للاتصالات لتعزيز الجهود العالمية في معالجة التداخلات الضارة للخدمات الفضائية. وجرت مراسم التوقيع في مدينة جنيف بسويسرا، بحضور سعادة الدكتورة/ هند عبد الرحمن محمد المفتاح -المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف. وتضع مذكرة التفاهم، إطارًا للتعاون في مجال مراقبة الترددات الراديوية وحل التداخلات لدعم الاتصالات الدولية.

وبموجب مذكرة التفاهم، سيقدم مركز رصد راديو الفضاء التابع لهيئة تنظيم الاتصالات المساعدة التقنية للاتحاد الدولي للاتصالات في إجراء القياسات المتعلقة بحالات التداخل الضار التي تؤثر على الشبكات وأنظمة الأقمار الصناعية المستقرة وغير المستقرة بالنسبة للأرض. وتتماشى هذه المبادرة مع دستور الاتحاد الدولي للاتصالات ولوائح الراديو، التي تُلزم تنسيق الجهود العالمية للقضاء على التداخلات الضارة بين محطات الراديو في مختلف البلدان.

وبهذه المناسبة قال المهندس أحمد عبدالله المسلماني، رئيس هيئة تنظيم الاتصالات: "تعكس هذه المذكرة سعي دولة قطر المستمر بضمان بيئة اتصالات فضائية خالية من التداخلات. ومن خلال مركز رصد راديو الفضاء، فإن هيئة تنظيم الاتصالات تمتلك قدرات متميزة لمساعدة الاتحاد الدولي للاتصالات في اكتشاف وحل التداخلات الضارة، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على موثوقية خدمات الاتصالات العالمية. وتعزز هذه الشراكة دور دولة قطر في إدارة الطيف على المستوى الدولي وتؤكد التزامنا بالامتثال للمعايير التنظيمية للاتحاد الدولي للاتصالات."

من جانبه، أفاد ماريو مانيفيتش، مدير مكتب الاتصالات الراديوية بالاتحاد الدولي للاتصالات، بأن "قدرات مراقبة الفضاء المحسنة هذه ستواصل ضمان الموثوقية العالية للاتصالات الساتلية وغيرها من الخدمات الفضائية في العالم الحقيقي". وأضاف: "هذا يدعم خلو التشغيل من التداخل ليس للأنظمة الحالية فحسب، بل أيضاً للأنظمة المبتكرة المستقبلية التي ستُطْلَق بفضل قرارات مؤتمر الاتصالات الراديوية العالمي عام ‎2023 ‏المعتمَدة في دبي عام ‎2023 ‏والتي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من هذا العام".

‏وقال السيد مانيفيتش إن هذا الاتفاق هو "مثال آخر على التعاون الممتاز بين الدول الأعضاء والاتحاد الدولي للاتصالات في مجال المراقبة الساتلية".‎

تم افتتاح مركز رصد راديو الفضاء في قطر في 10 أكتوبر 2024، وهو منشأة متطورة تمتد على مساحة 20,000 متر مربع، مجهزة بمركز تحكم حديث ومحطة مراقبة متنقلة ووحدة مراقبة بالطائرات بدون طيار. ويعد المركز واحداً من 16 مركزاً فقط على مستوى العالم والثاني في المنطقة، مما يعزز دور قطر كرائدة في مراقبة الطيف الفضائي العالمي. ويلعب المركز دوراً حيوياً في ضمان الامتثال للوائح الراديو الدولية من خلال مراقبة الإرسالات الأرضية والفضائية والتخفيف من التداخلات الضارة. ويتماشى إنشاء المركز ودور قطر النشط في إدارة الطيف الراديوي العالمي مع استراتيجية الهيئة المستقبلية ورؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى تعزيز مكانة قطر كرائدة في الابتكار التكنولوجي وتطوير البنية التحتية والتميز التنظيمي.

ومن أهم الابتكارات التي يتميز بها المركز هو نظام تحديد وتتبع المواقع الجغرافية للمحطات الطرفية المتنقلة متناهية الصغر (VSAT)، مما يجعل هيئة تنظيم الاتصالات أول هيئة تنظيمية على مستوى العالم تمتلك هذا النظام. ويعزز هذا النظام المتقدم قدرة قطر على اكتشاف وتحليل وحل مشكلات التداخل بكفاءة، مما يوفر دعماً ضرورياً للاتحاد الدولي للاتصالات وأصحاب المصلحة في مجال الاتصالات الدولية. 

وتحدد مذكرة التفاهم آلية واضحة ستساعد من خلالها هيئة تنظيم الاتصالات الاتحاد الدولي للاتصالات في التخفيف من آثار التداخلات الضارة. وستدعم الهيئة الاتحاد في حل حالات التداخل التي تؤثر على الخدمات الفضائية الحيوية، لا سيما تلك المتعلقة باتصالات الاستغاثة والسلامة. وبناءً على طلب الاتحاد، ستجري الهيئة أيضاً قياسات للترددات الراديوية للتحقق من تقارير التداخل وتسهيل جهود الحل بالتنسيق مع الاتحاد.

يعزز هذا التعاون إطارًا تنظيميًا دوليًا أقوى، مما يضمن الاستخدام الفعال والخالي من التداخلات للطيف الراديوي للخدمات الفضائية. وتعود هذه الشراكة بالفائدة على مقدمي الخدمات والجهات التنظيمية ومشغلي الأقمار الصناعية، مما يعزز آليات اكتشاف التداخلات وحلها، والذي يؤدي بدوره إلى تحسن سلامة وأمن شبكات الاتصالات العالمية. ومن خلال هذه المذكرة، تعزز دولة قطر مكانتها كدولة رائدة عالميًا في إدارة الطيف مع المساهمة في حماية الاتصالات العالمية عبر الأقمار الصناعية.