تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، افتتح سعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مركز رصد راديو الفضاء في دولة قطر، والذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدرة الدولة على إدارة وتنظيم ترددات راديو الفضاء.
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة والمعالي وزراء الاتصالات والبريد بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على هامش مشاركتهم في الاجتماع 28 للجنة الوزارية للبريد والاتصالات والاجتماع 8 للجنة الوزارية للحكومة الإلكترونية، إلى جانب مجموعة من كبار المسؤولين من دولة قطر وخارجها، بما في ذلك الاتحاد الدولي للاتصالات. ويعكس المركز التابع لهيئة تنظيم الاتصالات، التزام دولة قطر بتعزيز البنية التحتية للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، والحفاظ على طيف ترددي خال من التداخلات.
يُعد راديو الفضاء وسيلة اتصال تعتمد على الترددات المستخدمة بين المحطات الأرضية والأقمار الصناعية، حيث يتم استخدامه في الوصلات الهابطة (من الفضاء إلى الأرض) أو الوصلات الصاعدة (من الأرض إلى الفضاء). ومع تدشين المركز، تكون هيئة تنظيم الاتصالات في دولة قطر هي أول هيئة تنظيمية على مستوى العالم تمتلك نظام لتحديد وتتبع المواقع الجغرافية للمحطات الطرفية المتنقلة متناهية الصغر ((VSAT. ويمثل هذا النظام أداة تنظيمية حديثة لضمان الامتثال والحد من التداخلات في عمليات الأقمار الصناعية. وتمتد قدرات المراقبة في المركز لتشمل الإرسال الأرضي والفضائي، بما يساهم بشكل كبير في دور دولة قطر في الاتصالات الفضائية العالمية.
وبهذه المناسبة، صرح المهندس أحمد عبدالله المسلماني، رئيس هيئة تنظيم الاتصالات قائلاً: "إن تدشين مركز رصد راديو الفضاء يمثل علامة فارقة في تطوير إدارة الطيف الراديوي الفضائي، والذي تلتزم به الدولة. وباعتباره أحد 16 مركزاً فقط على مستوى العالم والثاني في المنطقة، فإن المركز مجهز بتقنيات متطورة مصممة لمراقبة وتنظيم الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. ويعزز هذا التطور بشكل كبير قدرة دولة قطر على إدارة طيفها الراديوي الفضائي بشكل فعال. ويلعب المركز دورًا محوريًا في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاتصالات والخدمات القائمة على الأقمار الصناعية، مما يضمن اتصالات سلسة وآمنة. ولا يعكس هذا التطور تفانينا في الحفاظ على اتصالات مستقرة عبر الأقمار الصناعية فحسب، بل إنه يدعم أيضاً الابتكار والنمو الاقتصادي. إنها خطوة رئيسية في التوافق مع استراتيجية الهيئة ورؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030، مما يعزز التزامنا بالريادة التكنولوجية والتقدم الاستراتيجي."
تم خلال الحفل اصطحاب الضيوف في جولة لمرافق المركز المتطورة، بما في ذلك منصة الهوائيات، ومحطة المراقبة المتنقلة، ووحدة مراقبة الطيف من خلال الطائرات بدون طيار، وهي تقنيات تعزز بشكل كبير قدرة هيئة تنظيم الاتصالات على تحديد ومعالجة مشاكل التداخل الراديوي، الأمر الذي يضمن اتصالات مستقرة دون انقطاع عبر الأقمار الصناعية ويرفع مكانة دولة قطر في مجال الاتصالات الفضائية العالمية.
يحتل المركز موقعاً استراتيجياً في منطقة مرخية الدرب على مساحة 20,000 متر مربع ويضم مركز تحكم متطور، ومحطة مراقبة متنقلة ووحدة مراقبة تعتمد على نظام الطائرات بدون طيار، وتعمل جميعها كمنظومة متكاملة تدعم الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بطريقة آمنة ودون انقطاع في دولة قطر.